الجمعة، 5 ديسمبر 2014

سنة الجمعة البعدية

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده 
أما بعد،،،

السنة بعد الجمعة جاءت فيها أحاديث منها :
١-عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا صلى أحدكم الجمعة فليصلِّ بعدها أربعاً.رواه مسلم
٢-عن ابن عمر رضي الله عنه قال: وكان [يعني النبي صلى الله عليه وسلم] لا يصلي بعد الجمعة حتى ينصرف فيصلي ركعتين في بيته .متفق عليه

واختلف أهل العلم ، هل السنة البعدي ركعتان أم أربع أم ست؟ وهل الأفضل صلاة السنة البعدية للجمعة في البيت أم في المسجد ؟

-المشهور من المذهب أن أقلها ركعتان وأكثرها ست ركعات.
قال في الشرح الكبير: وأقل السنة بعد الجمعة ركعتان وأكثرها ست ركعات.قال في الانصاف :هذا المذهب ،نص عليه.
الانصاف مع الشرح الكبير والمقنع 264/5

قال ابن رجب: وهذا مذهب غريب لاستحباب الست.
 القواعد الفقهية ١/ ٨٧

-وذهب أبو حنيفة وأهل الرأي إلى أن المختار أربع ركعات بعد الجمعة.ودليلهم حديث أبي هريرة المتقدم.

-ومنهم من قال: إن صليت سنة الجمعة في المسجد فهي أربع وإن كانت في البيت فهي ركعتان، ودليلهم ما رواه أبو داود وغيره عن عطاء عن ابن عمر رضي الله عنه أنه إذا كان بمكة فصلى الجمعة تقدم فصلى ركعتين ثم تقدم فصلى أربعاً وإذا كان بالمدينة صلى الجمعة ثم رجع إلى بيته فصلى ركعتين ولم يصل في المسجد فقيل له؟فقال :كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك.
 وهذا هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم.
لكن قال الإمام الألباني : هذا التفصيل لا أعرف له أصلاً في السنة .اهـ ثم بين رحمه الله سبب هذا.
انظر تمام المنة 341-343

-ومنهم من قال : أقلها ركعتان وأكثرها أربع .
قال ابن قدامة : قال أحمد إن شاء صلى بعد الجمعة ركعتين وإن شاء صلى أربعاً. المغني 248/3 وهذ إحدى الروايات عن أحمد.
قال النووي : في هذه الأحاديث استحباب سنة الجمعة بعدها والحث عليها وأن أقلها ركعتان وأكملها أربع.
شرح مسلم 407/3
قال الشيخ عبدالله الفوزان "وقال آخرون أقلها ركعتان وأكثرها أربع سواء صلاها في المسجد أم في البيت، وهذا قول الشافعي وأحمد واختاره الشوكاني ،والأربع أفضل لأنها أكثر عملاً ولأنه تعلق بها الأمر ،كما في حديث الباب ولأن القول مقدم على الفعل ،واختار هذا الشيخ عبدالعزيز بن باز.
وعموم الأدلة في فضل النافلة في البيت يدل على أن الأفضل أن تكون سنة الجمعة في البيت وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يصلي النوافل في بيته."
منحة العلام ٤/ ٥٣
ومن عموم الأدلة في فضل النافلة في البيت ما جاء في الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم قال: "عليكم بالصلاة في بيوتكم، فإن خير صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة" ،قال الإمام الألباني:فإذا صلى بعد الجمعة ركعتين أو أربعاً في المسجد جاز ،أو في البيت فهو أفضل لهذا الحديث الصحيح.اهـ
تمام المنة ٣٤١-٣٤٢
وما جاء في صحيح البخاري أنه عليه الصلاة والسلام قال: "اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم، ولا تتخذوها قبوراً ."
فصلاة النافلة في البيت أفضل بلا شك.
والله أعلم

وصلى وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والحمد لله رب العالمين

كتبه بندر بن محمد الميموني