الحمد لله وحده والصلاة والسلام على أفضل
خلقه نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
أما بعد ،،،
لما ابتلى الله عز وجل هذه الأمة بظهور
البدع وأهلها ما فتئ أهل البدع بالتسلط على أهل السنة بالكذب والظلم والافتراء
ما وسعهم ذلك حتى غدت هذه الخصلة سمة لهم وعلامة يعرفون بها فهذه سيرتهم الدائمة
وطريقتهم القائمة ما زالت منذ مئات السنين إلى يومنا وقد قال تعالى : (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا
بهتاناً وإثماً مبيناً) قال ابن كثير : أي ينسبون إليهم ما هم برآء
منه لم يعملوه ولم يفعلوه (فقد احتملوا بهتانا وإثما
مبينا) وهذا هو البهت البين أن يحكى أو ينقل عن المؤمنين والمؤمنات ما لم
يفعلوه على سبيل العيب والتنقص لهم. اهـ
وقال ابن جرير رحمه الله :وقوله ( فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً) يقول : فقد احتملوا
زوراً وكذباً وفريةً شنيعةً ،وبهتان : أفحش الكذب ( وإثماً
مبيناً) يقول: وإثما يبين لسامعه أنه إثم وزور. اهـ
قال الإمام أبو عثمان إسماعيل الصابوني رحمه
الله تعالى في كتابه " عقيدة السلف أصحاب الحديث ":
وعلامات أهل البدع على أهلها بادية ظاهرة ،
وأظهر آياتهم وعلاماتهم شدة معاداتهم لحملة أخبار النبي صلى الله عليه وسلم ،
واحتقارهم لهم واستخفافهم لهم ، وتسميتهم إيَّاهم حشوية وجهلة وظاهرية ومشبهة ،
اعتقاداً منهم في أخبار الرسول صلى الله عليه وسلم أنَّها بمعزل عن العلم ، وأنَّ
العلم ما يلقيه الشيطان إليهم من نتائج عقولهم الفاسدة ، ووساوس صدروهم المظلمة ،
وهواجس قلوبهم الخالية من الخير وكلماتهم ، وحججهم العاطلة بل شبههم الداحضة
الباطلة :[ أؤلئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم ]،[ ومن يهن الله فما له
من مكرم إنَّ الله يفعل ما يشاء ].اهـ
قال أحمد بن سنان القطَّان : ليس في الدنيا
مبتدع إلاَّ وهو يبغض أهل الحديث فإذا ابتدع الرجل نزعت حلاوة الحديث من قلبه.
والبغض من أعظم الأسباب الحاملة لأهل البدع على
الكذب والظلم لأهل السنة ،قال تعالى :( قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم
أكبر.)
إن الناظر في تاريخ الإسلام وتراجم الأئمة
والعلماء ليقف على صور كثيرة من نوع هذا الظلم والكذب والبهتان لأهل السنة من قبل
المبتدعة على مر العصور ،فهؤلاء الخوارج قد كذبوا على عثمان رضي الله عنه ثم كفروه
وقتلوه ثم قتلوا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم على بن أبي طالب رضي الله
عنه وغيره من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين ،وهؤلاء المعتزلة امتحنوا الناس في دين
الله في مسألة خلق القرآن لما تمكنوا في زمن الخلافة العباسية بل وسجنوا العلماء
وضربوهم وقتلوا بعضهم وما محنة الإمام أحمد بن حنبل عنا بغائبة!، وهؤلاء الأشاعرة
ظلموا شيخ الإسلام ابن تيمية وكذبوا عليه ثم سجنوه حتى مات في سجنه رحمه الله
،وكذلك القبوريون كذبوا على الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب واتهموه بما هو منه
براء ،وقد قالوا عنه أنه على دين الخوارج وأنه يكفر بالمعاصي ويقتل بالشبهة!!! بل
قد تألب عليه واحتشد أهل البدع حتى كادوا
يفتكوا به لولا لطف الله به. وفي عصرنا هذا أيضاً قد تعرض بعض العلماء لظلم
وافتراء المبتدعة فهذا الإمام الألباني قد افترى عليه جماعة الإخوان المسلمين
واتهموه بأنه يكفر سيد قطبهم والمتصوفة يتهمونه بأنه مجسم ويكره الأولياء إلى آخر
هذه التهم الكاذبة الآثمة التي أطلقها المبتدعة ولا زالوا يفعلون ،وكذلك قد تعرض
العلامة الشيخ محمد أمان الجامي للضرب في بيت من بيوت الله وبحضور جمع من المشايخ
والعلماء من قبل أغمار السرورية في مدينة الرياض وغير ذلك من صور ظلم أهل
البدع والضلال للعلماء من أهل السنة ،كل ذلك بسبب حقدهم وحسدهم على ما آتى الله
هؤلاء العلماء الأجلاء من فضله من العلم النافع النابع من الكتاب والسنة وهدي
السلف والذي ردوا به أباطيل المبتدعة وزيف ادعاءاتهم وأقاويلهم.
ومن آخر صور هذا الظلم ما قرأته لعبدالرحمن عبدالخالق على حسابه الرسمي في موقع التواصل (
التويتر) باتهامه للشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله ومتع بعمره على
طاعته وختم لنا وله بالصالحات- بأن منهجه ومنهج تلاميذه مشابه لمنهج ( داعش)
الخوارج!!!.
فقلت يا للعجب!!!
صدق من قال : رمتني بداءها وانسلت
فقد أيقنت أن تهمة أهل السنة بأنهم مشابهون
للخوارج تهمة متجددة تخفت زمنا وتظهر زمنا آخر يتوارثها أجيال أهل الباطل ولك قوم
وارث وقد سُبق بها الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب وتلاميذه وأتباعه على دعوته
بأنهم من الخوارج ومشابهون لهم في أقوالهم وأفعالهم وأنهم يكفرون العلماء
والصالحين كذباً وزوراً لا لشيء إلا لمجرد دعوتهم الناس أن يوحدوا الله
ويخلصوا له العبادة ولا يشركوا معه في عبادته لا ملكاً مقرباً ولا نبياً ولا أحداً
من الصالحين كما قال تعالى ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً ) وكما قال سبحانه
( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً) .
بل قد سُبق بهذه التهمة أيضاً الإمام ابن
القيم رحمه الله حيث قال في النونية الكافية الشافية:
فصل:
في بيان كذبهم ورميهم أهل الحق بأنهم أشباه
الخوارج ،وبيان شَبَههم المحقق بالخوارج
ومن العجائب أنـهم قـالوا لــمن *** قد دان
بالآثار والقرآنِ
أنتم بذا مـثل الخــوارج إنهــم
*** أخذوا الظواهر ما اهتدوا لمعانِ
فانظر إلى ذا البَهت هذا وصفهم*** نسبوا
إليه شيعة الإيمانِ
سلوا على سـنن الرسول وحـزبه*** سيفين سيف
يد وسيف لسانِ
يا سبحان الله!!
كيف يتهم بهذه التهمة الباردة الكاذبة من
سخر قلمه ولسانه ووقته الى الدعوة إلى الله عز وجل وإلى سنة رسوله صلى الله عليه
وسلم على فهم السلف الصالح وسعى طول حياته في ربط الأمة صغيرها وكبيرها بدينها
الصحيح الصافي على منهاج النبوة وتربية الناشئة على ذلك كله ،لمجرد أنه قام بالرد
على بعض الأشخاص المنتمين للجماعات الحزبية الدعوية أو من تلطخ بأقوال المبتدعة
الوبيّة دفاعاً عن سنة خير البرية ،والشيخ ربيع من علماء المسلمين المعتبرين الذي
ظهر صدقه ودينه وعلمه حتى استحق الثناء من إخوانه أهل العلم والفضل ومع ذلك هو ليس
بمعصوم ولم يدع أحد أنه معصوم بل هو كسائر علماء أهل السنة خطأهم مغمور في بحر
صوابهم.
والشيخ العلامة ربيع المدخلي من أكثر أهل
العلم رداً على الخوارج في هذا العصر وتحذيراً منهم ومن عقيدتهم الفاسدة ومن
دسائسهم ومكرهم بأهل السنة وهو من دفع في صدر الجماعات الحزبية على مختلف مشاربهم
بالكتاب والسنة حتى نكسوا على رؤوسهم وأركسوا في بدعهم وغيهم وافتضحوا بين
المسلمين بعد أن كانوا متسترين بالدعوة إلى الله!! ،أما عبد الرحمن عبدالخالق فإنه
لا يعرف عنه نقد أو كلام في الجماعات الإرهابية التي كانت تفجر وتقتل في المسلمين
منذ عشرات السنين كالقاعدة بل هو يصرح دائماً أن جميع الجماعات الدعوية في الساحة
الإسلامية هي ظاهرة صحية يجوز التعاون معها.!!
فهل لأجل هذه التهمة يرمى كل عالم من علماء
الإسلام بأنه مشابه لمنهج الخوارج لمجرد أنه يرد الباطل على أهله ويدافع عن الحق
بالدليل؟! فهل كان الإمام أحمد مشابهاً للخوارج لما رد على الحارث المحاسبي أو
الكرابيسي أو أحمد بن أبي دؤاد المعتزلي؟!! أو هل كان الإمام الدارمي مشابهاً
للخوارج لما رد على بشر المريسي؟!! أو هل كان شيخ الإسلام عبدالله بن محمد الهروي
مشابهاً لمنهج الخوارج ،وقد عرض عليه السيف خمس مرات يقال له : اسكت عمن خالفك؟!!!
أو هل كان شيخ الإسلام ابن تيمية مشابهاً
للخوارج وقد تكلم في بعض العلماء ورد عليهم كالغزالي والرازي والعز بن عبدالسلام
وغيرهم؟!!!
أو هل كان الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب
مشابهاً لمنهج الخوارج لما رد على ابن فيروز والمويس وابن سحيم وغيرهم ممن انحرف
وخالف عقيدة أهل السنة والجماعة؟!!! ،أما هل كان الإمام ابن باز رحمه الله مشابهاً
لمنهج الخوارج لما رد على الصابوني والبوطي وعلى سيد قطب الذي تلاعب في تفسير كلام
الله حتى قال عنه : ضايع في التفسير؟!!! وعبدالرحمن عبدالخالق مع هذا كله من
المدافعين عنه المنافحين له الذابين عن سيد قطب سباب أصحاب رسول الله صلى الله
عليه وسلم رأس أهل التكفير المعاصر وهو إمامه الذي زرع بذرة التكفير في المجتمعات
المسلمة والذي تستقي منه داعش والنصرة والقاعدة والسرورية والإخوانية وحزب التحرير
كل مبادئ التكفير المعاصر للحكومات والأفراد.!!
ومن العجيب أن ينسى عبدالرحمن عبدالخالق أنه
كان من أوائل من دعى إلى تقسيم التوحيد إلى أربعة أقسام وجعل الرابع منها
"توحيد الحاكمية" كل هذا لداعي الغلو في مسألة الحكم بغير ما أنزل الله
والتي بسببها وعلى أساسها قامت جماعة الإخوان المسلمين والقاعدة والنصرة وداعش
والسرورية وحزب التحرير وغيرهم من أهل التكفير والتفجير ومن ثَمَّ كفروا خصومهم
لأجلها بله قد كفروا كل من لم يوافقهم فيها حتى كفر بعضهم عموم المسلمين!!
وقد سألت الإمام ابن عثيمين رحمه الله عن
هذا التقسيم للتوحيد "توحيد الحاكمية" فقال لي : هذا غلو كغلو الرافضة
في مسألة الإمامة.!!
أليس عبدالرحمن عبد الخالق هو من دعم
الثورات وأيدها ولو سالت دماء مئات الآلاف من المسلمين ولو حصل القتل والتشريد لهم
،أليس هو من زعم أن أهل الكويت قد انقطعت صلتهم عن الإسلام لما جاء إليها اول مرة أليس
هذا تكفير بالجملة لأهل الكويت.!!!
https://www.youtube.com/watch?v=hip31Y9vXCo
أليس هو من زعم أن بعض أئمة الدعوة يعطون
الولاة والأمراء صفات الرب عز وجل وهذا لا شك أنه تكفير لهؤلاء العلماء !!!
(هذا رابط رد الإمام ابن باز على بعض
افتراءات وسقطات عبدالرحمن عبد الخالق)
http://www.binbaz.org.sa/node/8677
عبدالرحمن عبدالخالق له تلاميذ كثر ومريدون
فانظر في أحوالهم ومناهجهم وعقيدتهم ترى أنهم هم أهل التكفير المؤججون للثورات
والفتن في العالم الإسلامي المنادون بالمظاهرات والاعتصامات المبتدعة ,حتى صُنف
بعضهم على قائمة الإرهاب العالمي ومنع من دخول بعض بلاد الإسلام ،هؤلاء هم نتاج
فكر وعقيدة عبدالرحمن عبدالخالق والرجل من أخدانه وأصحابه.
قال قتاده: إنا والله ما رأينا الرجل يصاحب
من الناس إلا مثله وشكله فصاحبوا الصالحين من عباد الله لعلكم أن تكونوا معهم أو
مثلهم.
قال الاوزاعي: من ستر علينا بدعته لم تخف
علينا ألفته.
قال محمد بن عبيد الغلابي: يتكاتم أهل
الاهواء كل شيء إلا التآلف والصحبة.
فكيف بعد هذا كله يزعم عبد الرحمن عبد الخالق أن الشيخ ربيع بن هادي المدخلي مشابه لداعش وغيره أولى
وأحرى بهذا الشبه من الشيخ ربيع حفظه الله.
سبحانك هذا بهتان عظيم.!!!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قال
في مؤمن ما ليس فيه ،حبس في ردغة الخبال حتى يأتي بالمخرج مما قال.
رواه أبو داود والحاكم وصححه الألباني
ردغة الخبال هي عصارة أهل النار.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله
وصحبه أجمعين
والحمد لله رب العالمين
كتبه بندر بن محمد الميموني