بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ، والصلاة السلام على نبينا محمد المبعوث بأتم شريعة وأكمل دين وعلى آله وأصحابه أجمعين.
وبعد،،،
الكريسماس Christmas
هو عيد يحتفل فيه النصارى في الخامس والعشرين من شهر ديسمبر زعماً منهم أنه اليوم الذي ولد فيه نبي الله المسيح عيسى بن مريم عليه السلام الذي خلقه الله من غير أب كما خلق آدم عليه السلام من غير أب ولا أم قال تعالى:
" إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ "
" إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ "
والنصارى تعتقد أن عيسى عليه السلام هو ابن الله تعالى الله عما يقول الكافرون علواً كبيرا ،والله عز وجل يقول عن نفسه " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)" وهو سبحانه وتعالى يرد على هذه الفرية الكاذبة الخاطئة ،قال تعالى " وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (88) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89) تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (91) وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا (92)" وقال عز وجل عن هؤلاء النصارى المعتقدين لهذا الدين الباطل المحرف المبني على الجهالات " لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ ۘ وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۚ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيم ،أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ،مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ ۖ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ ۗ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ" ، وقد نهاهم عن هذا الغلو والطغيان في جعل أحدٍ من المخلوقين إلهاً مع الله ،فالله عز وجل وهو الإله الأحد المتفرد بالألوهية لا يحتاج إلى والد أو ولد أو صاحبة وذلك لكمال غناه فهو الغني لذاته والخلق كلهم بلا استثناء محتاجين إليه فقراء بين يديه سبحانه وتعالى.
قال تعالى :" يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً "
قال تعالى :" يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً "
والنصارى تعتقد أن عيسى عليه السلام قد قبضت عليه اليهود وساموه أشد العذاب ورموه بالحجارة وأدموا رأسه ووضعوا عليه الشوك ثم صلبوه وقتلوه ثم دفنوه في التراب كما يدفن سائر البشر!!!! ، وهذا كله من الكذب المفترى الذي لا أصل له صريح ولا نقل عنه صحيح بل إن الله عز وجل قد كذبهم في دعواهم أنه قتل وصلب فقد قال تعالى : " وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا " فعيسى عليه السلام حي لم يمت ولم يقتل بل هو في السماء قد رفعه الله حتى يأتي اليوم الموعود الذي أخبر به نبينا فينزل ويقتل المسيح الدجال ويقتل الخنزير ويكسر الصليب ويضع الجزية ولا يقبل إلا الاسلام ، روى الإمام البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى ينزل فيكم ابن مريم حكماً مقسطاً، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد)
فهم بذلك يحتفلون بهذا الشرك الأكبر والإنتقاص والسب الأعظم لله عز وجل سبحانه وتعالى.
وأيضاً من عادات هؤلاء النصاري أنهم يتبادلون في هذا الاحتفال التهاني والهدايا والأطعمة ويوسعون فيه على عيالهم وأولادهم ،كما يعتقدون أن رجلاً يأتيهم في الليل وهم نيام اسمه (بابا نويل أو سانتا كلوز) يعطي الهدايا ويحقق الأمنيات وهذا أيضا من خرافاتهم وخيالاتهم فهم بحق أمة الجهل والضلال والخرافة، فأصل هذه الشخصية الخرافية المرتبطة بعيد ميلاد المسيح عند النصارى والمعروفة بأنه رجل عجوز سعيد ودائم الضحك والمرح ،يرتدي ملابس ذات اللون الأحمر والأطراف البيضاء وله لحية شديدة البياض ويعيش في القطب الشمالي مع الأقزام الذين يصنعون له هدايا عيد الميلاد!!.
وهذه الشخصية الخرافية اخترعها-كما ذكر بعض الباحثين- الشاعر الأمريكي كليمنت كلارك مور في قصيدة له كتبها باسم ( الليلة السابقة لعيد الميلاد ) عام ١٨٢٣م متأثرا بقصة القديس (نيكولاس) وهو أسقف (ميرا) الذي عاش في القرن الخامس الميلادي ،وقد كان القديس نيكولاس هذا يقوم أثناء الليل بتوزيع الهدايا للفقراء والمحتاجين دون أن يعلم أحد من هو.؟!
أيها المسلم الغيور على دينه وعقيدته اعلم رحمني الله وإياك وهدانا لما يحب ويرضى أن الاحتفال في ما يسمى بعيد ميلاد المسيح " الكريسمس " هو احتفال بسب الله سبحانه وتعالى وشتمه وانتقاصه قال النبي صلى الله عليه وسلم :" قَالَ اللَّهُ: كَذَّبَنِي ابْنُ آدَمَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ، وَشَتَمَنِي، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ، فَأَمَّا تَكْذِيبُهُ -[20]- إِيَّايَ فَزَعَمَ أَنِّي لاَ أَقْدِرُ أَنْ أُعِيدَهُ كَمَا كَانَ، وَأَمَّا شَتْمُهُ إِيَّايَ، فَقَوْلُهُ لِي وَلَدٌ، فَسُبْحَانِي أَنْ أَتَّخِذَ صَاحِبَةً أَوْ وَلَدًا"
رواه البخاري
فكيف تحتفل يا عبد الله مع من يشتم الواحد الأحد ؟!!!
فالحذر الحذر فالأمر جد خطير والعاقبة وخيمة فجنب نفسك يا عبدالله وأولادك المشاركة في الاحتفال بشتم الله عزوجل والرضى بانتقاصه فلا تصنع طعاماً خاصاً لأجل هذا اليوم ولا تشتري مما يروج من بضاعة خاصة لهذه المناسبة الباطلة واحذر من مزالق الشيطان قال تعالى: (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا) .
فإذا عرفت هذا يا أيها مسلم الغيور على دينه ويا أيها موحد المتعبد لربه وخالقه وحده لا شريك له والذي ترجو رحمته وتخاف عقابه ،فاعلم أن الإحتفال بأعياد النصارى كلها محرمة باتفاق العلماء ،قال الله عز وجل " والذين لا يشهدون الزور " قال مجاهد والربيع بن أنس وغيرهم من أئمة التفسير : هو أعياد المشركين.
وقد جاء عن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه قال : نذر رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينحر إبلا ببوانة فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني نذرت أن أنحر إبلا ببوانة
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد ،قالوا :لا ،
قال: هل كان فيها عيد من أعيادهم ،قالوا: لا
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أوف بنذرك فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله ولا فيما لا يملك ابن آدم. رواه أبو داود وغيره
فمشاركتهم في أعيادهم فيه
إقرار على باطلهم
ورضى به
ومشاركة في الإثم
وتشبه بهم
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : "من تشبه بقوم فهو منهم " رواه أبو داود
قال شيخ الاسلام : وهذا الحديث أقل أحواله أن يقتضي تحريم التشبه بهم كما قال تعالى " ومن يتولهم منكم فإنه منهم ".
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم فإن السخطة تنزل عليهم . رواه البيهقي
وقال ابن القيم رحمه الله : أما التهنئة بشعائر الكفر المختصة بهم فحرام بالاتفاق، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم فيقول: عيد مبارك عليك أو تهنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات ، وهو بمنزلة أن تهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثماً عند الله وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه، وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ولا يدري قبح ما فعل، فمن هنّأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه .
واعلم وفقني الله وإياكم لهداه أن مشاركة النصاري وتهنئتهم بأعيادهم واحتفالاتهم ليس هو من باب المعاملة بالحسنى والتجمل بالأخلاق الطيبة وبيان سماحة الاسلام والمسلمين ، كلا بل هو من باب التنازل عن ثوابت الدين والعقيدة المفضية إلى مسخ هوية المسلم وشخصيته وهو من الانهزامية التي بلي بها كثير من المسلمين حتى صاروا تبعاً للنصارى أمة الجهل والضلالة فيحتفل معهم في احتفالاتهم ويفرح لفرحهم ويحزن لحزنهم. ولو طاف المسلم العاقل العالم كله فهل سيرى النصارى يحتفلون بأعيادنا ويفرحون لفرحنا ويبيعون ويشترون الهدايا والاطعمة لمناسباتنا ؟!!!!
جواب أتركه لمن يتعقل و لمن له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
أخيرا
النصارى الذين دخلوا في بلادنا بعهد وأمان لهم حق ألا يؤذوا في أموالهم ولا أعراضهم ولا أنفسهم ،قال النبي صلى الله عليه وسلم: " من قتل نفسا معاهده لم يرح رائحة الجنة " رواه البخاري
لكن لا يعني هذا مشاركتهم في باطلهم فليس المشاركة والتهنئة لهم في أعيادهم من حقوقهم بل ينبغي على المسلم أن يكون عزيزاً قوياً شاكراً لله أن هداه للإسلام والإيمان فلا يفرط في هذه النعمة الربانية والمنحة الإلهية لأجل أناس لا خلاق لهم في الآخرة والله المستعان والحمد لله رب العالمين.
كتبه بندر بن محمد الميموني