الاثنين، 28 أكتوبر 2013

حكم مشاركة النصارى والمشركين في عيدهم المسمى "هالوين"

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للخلق أجمعين.
وبعد
فإن في هذه الأيام من شهر أكتوبر النصراني وفي كل عام يحتفل النصارى وغيرهم بما يسمى "عيد الهالوين  halloween "  وهذا الإسم معناه (  عشية عيد القديسين)، فهم يعتقدون فيه اعتقادات خرافية لا تمت للواقع ولا للعقل بأي صلة فيعتقدون أن أرواحا شريرة تتبعثر في الأرض فما وجدوه على حاله آذوه فيقومون بلبس ملابس تنكرية لتبعد عنهم هذه الأرواح حتى لا تأذيهم إلى آخر خرافاتهم وهرطقاتهم التي تدل على عدم إيمان في القلوب وسخافة وسفاهة في العقول ،وهنا يتبن أن هذا العيد من محدثات أمة الضلالة الأمة النصرانية ،قال تعالى في أعظم سورة وهي الفاتحة :" صراط الذين أنعمت عليهم ( أهل الإيمان) غير المغضوب عليهم ( اليهود) ولا الضالين( النصارى)".
عن عدي بن حاتم ، قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله : ( غير المغضوب عليهم ) قال : هم اليهود ( ولا الضالين ) قال : النصارى هم الضالون . رواه الترمذي ,فالنصارى أمة ضلال وجهل وخرافة وبعد عن الحق وأهله ،فهذا الإعتقاد الباطل من أبعد ما يكون عن شريعة رب العالمين التي جاء بها إمام المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي دينه أفضل الأديان وشريعته أكمل الشرائع  وهديه خير الهدي قال تعالى " (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) ،وقال تعالى عن نبيه " (فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۖ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة .
فإذا علم هذا فكيف يسوغ لمسلم عاقل يؤمن بالله واليوم الآخر أن يشارك في مثل هذا الهراء والخَبل والخرافة!! ،فإن كان المقصود هو إدخال السرور والفرح على النفس والأولاد فهذا لا يتم بمخالفة شرع الله عز وجل ولا بالتعرض لغضبه ومقته وأليم عقابه سبحانه وتعالى وفي سائر الأيام والأعياد الشرعية غنية عن هذا وأمثاله فإن في ديننا فسحة والحمد لله على فضله.
وليحذر المسلم العاقل من هذه الأعياد وغيرها ولينأى بنفسه عن المشاركة فيها سواء بالأكل من طعامهم أو بيع ما هو من خصائص عيدهم أو غير ذلك فإنها مواطن غضب الرب وسخطه قال تعالى"والذين لا يشهدون الزور "
قال مجاهد رحمه الله : أعياد المشركين.!
وقد جاء عن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه قال :نذر رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينحر إبلا ببوانة فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني نذرت أن أنحر إبلا ببوانة
 فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد ،قالوا :لا ،
قال: هل كان فيها عيد من أعيادهم ،قالوا: لا
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
 أوف بنذرك فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله ولا فيما لا يملك ابن آدم. رواه أبو داود وغيره.
فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يمنع هذا الصحابي الجليل من أداء هذه العبادة وهي الوفاء بالنذر لو كانت في موضع أعياد للمشركين وعدها النبي صلى الله عليه وسلم معصية وقال " لا وفاء لنذر في معصية الله"
ولذا جاء الوعيد الشديد من النبي صلى الله عليه وسلم على من تشبه بالمشركين في عباداتهم وأعيادهم وأخلاقهم وخصائصهم ،قال صلى الله عليه وسلم : "من تشبه بقوم فهو منهم". رواه أحمد وأبو داود ,وقال صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق : "المرء مع من أحب". متفق عليه
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "اقتضاء الصراط المستقيم" (1/549) : "المشابهة في الظاهر تورث نوع مودة ومحبة ، وموالاة في الباطن ، كما أن المحبة في الباطن تورث المشابهة في الظاهر ، وهذا أمر يشهد به الحس والتجربة" انتهى .
 
ومما هو معلوم من دين الإسلام أن المسلم لا يجوز له مودة ومحبة الكفار ولو كانوا أقرب الناس إليك ,قال تعالى : (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ) .

فالحذر الحذر يا مسلم ولتكن عزيزاً بالحق الذي معك كما أن غيرك يعتز بباطله فأنت أولى بهذا قال تعالى"(َّ ۚ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ) .
وأخيرا إليك أيها المسلم المكرم فتوى واحدة من ضمن عشرات الفتاوى لأهل العلم التي تحرم المشاركة في أعياد المشركين وهي لشيخ الإسلام ابن باز رحمه الله :
 
السؤال:
بعض المسلمين يشاركون النصارى في أعيادهم فما توجيهكم ؟
 
لا يجوز للمسلم ولا المسلمة مشاركة النصارى أو اليهود أو غيرهم من الكفرة في أعيادهم بل يجب ترك ذلك؛ لأن من تشبه بقوم فهو منهم، والرسول عليه الصلاة والسلام حذرنا من مشابهتهم والتخلق بأخلاقهم.
فعلى المؤمن وعلى المؤمنة الحذر من ذلك، ولا تجوز لهما المساعدة في ذلك بأي شيء، لأنها أعياد مخالفة للشرع.
فلا يجوز الاشتراك فيها ولا التعاون مع أهلها ولا مساعدتهم بأي شيء لا بالشاي ولا بالقهوة ولا بغير ذلك كالأواني وغيرها، ولأن الله سبحانه يقول: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ[1]، فالمشاركة مع الكفرة في أعيادهم نوع من التعاون على الإثم والعدوان.
موقع الشيخ ابن باز
 
 
والحمد لله رب العالمين
كتبه بندر بن محمد الميموني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق