الجمعة، 3 أبريل 2015

الشرك الأصغر : تعريفه وحكمه وصوره

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده

أما بعد،،،
الشرك بالله هو أعظم ذنب عصي الله به وأكبر خطيئة عرفتها البشرية وأخطر جريمة وقعت في الأرض ،فهو قدح في الربوبية وتنقص للألوهية وسوء ظن بالله العظيم ،كيف لا؟ ففيه هضم لحق الله عز وجل الذي هو أعظم الحقوق على الإطلاق التوحيد الذي هو حق الله على العبيد.
قال تعالى :
(إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ۚ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا)

وقال تعالى : (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ۚ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا)

وقال تعالى :  (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)
قال ابن سعدي في تفسيره :
"فإن الشرك محبط للعمل، موجب للخلود في النار، فإذا كان هؤلاء الصفوة الأخيار لو أشركوا ـ وحاشاهم ـ لحبطت أعمالهم، فغيرهم أولى"

وقال تعالى : (إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ ٱللَّهُ عَلَيهِ ٱلْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ ٱلنَّارُ)

وقال تعالى :(فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ)
قال ابن عباس رضي الله عنهما: الأنداد هو الشرك أخفى من دبيب النمل على صفاة سوداء في ظلمة الليل ،وهو أن تقول : والله وحياتك يا فلانة ،وحياتي ، وتقول لولا كلبة هذا لأتانا اللصوص ولولا البط في الدار لأتى اللصوص ،وقول الرجل لصاحبه: ما شاء الله وشئت ...
قال الأمام سليمان بن عبدالله رحمه الله:
اعلم أن من تحقيق التوحيد الاحتراز من الشرك بالله في الألفاظ وإن لم يقصد المتكلم بها معنى لا يجوز بل ربما تجري على لسانه من غير قصد كمن يجري على لسانه ألفاظ من أنواع الشرك الأصغر لا يقصدها.
تيسير العزيز الحميد شرك كتاب التوحيد ٥٨٦

وقال تعالى : (قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيئاً) ،قال ابن سعدى رحمه الله: وحقيقة الشرك بالله : أن يعبد المخلوق كما يعبد الله أو يعظم كما يعظم الله أو يصرف له نوع من خصائص الربوبية والإلهية ،وإذا ترك العبد الشرك كله صار موحداً مخلصاً لله في جميع أحواله فهذا حق الله على عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً.اهـ
تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ٢٧٩

وعن أبي بكرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟
 قلنا: بلى يا رسول الله،
قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين.
وكان متكئا فجلس فقال: ألا وقول الزور وشهادة الزور، ألا وقول الزور وشهادة الزور.
فما زال يقولها حتى قلت: لا يسكت.
متفق عليه

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من لقي الله لا يشرك به شيئاً دخل الجنة، ومن لقيه يشرك به شيئاً دخل النار)
رواه مسلم

وعن أبي هريرة رضي الله عنه  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال الله تبارك وتعالى : ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه.)
رواه مسلم

تعريفه:-

قال الفيروز آبادي في " القاموس " : الشِّركُ والشّركةُ بكسرهما وضم الثاني بمعنى. وقد اشتركا وتشاركا وشارك أحدهما الآخر.اهـ

وفي الإصطلاح :

قال ابن القيم : (وأما الشرك الأصغر فكيسير الرياء، والتصنع للخلق، والحلف بغير الله، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من حلف بغير الله فقد أشرك) ،وقول الرجل للرجل: ما شاء الله وشئت، وهذا من الله ومنك، وأنا بالله وبك، ومالي إلا الله وأنت، وأنا متوكل على الله وعليك، ولولا أنت لم يكن كذا وكذا، وقد يكون هذا شركاً أكبر بحسب قائله ومقصده.)
مدارج السالكين ١\٣٥٢

قال العلامة ابن سعدي :وأما الشرك الأصغر فهو جميع الأقوال والأفعال التي يتوسل بها إلى الشرك ؛كالغلو في المخلوق الذي لا يبلغ رتبة العبادة وكالحلف بغير الله وكيسير الرياء ونحو ذلك. اهـ
القول السديد ٢٤
وقال العلامة عبد الرحمن بن قاسم  : والأصغر هو ما أتى في النصوص أنه شرك ولم يصل إلى حد الشرك الأكبر.
حاشية كتاب التوحيد ٥٠

حكمه :-
والشرك الأصغر أعظم جرماً وإثماً من الكبائر لأن الكبائر وإن عظمت فهي داخلةٌ تحت مشيئة الله عز وجل إن شاء عذب صاحبها وإن شاء غفر له رحمة وتفضلا منه سبحانه وتعالى وأما الشرك الأصغر فالصحيح الذي عليه المحققين من أهل العلم أنه غير داخل تحت المشيئة وأن الله عز وجل لا يغفره لصاحبه إلا أن يتوب ،قال تعالى : (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ۚ)

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
( قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: إن الشرك لا يغفره الله ولو كان أصغر، لعموم قوله: (إن الله لا يغفر أن يشرك به) و"أن يشرك" مؤول بمصدر تقديره شركاً به، وهو نكرة في سياق النفي فيفيد العموم)
القول المفيد ١\٢٦٦

قال العلامة عبدالرحمن بن قاسم : وحكمه [ أي الشرك الأصغر] أنه لا يغفر لصاحبه إلا بالتوبة لعموم ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ).اهـ
حاشية كتاب التوحيد ٥١

وسمي الشرك الأصغر بذلك للتفريق بينه وبين الأكبر فهو يختلف عن الشرك الأكبر من وجوه ،منها:-

*أن الشرك الأصغر لا يخلد صاحبه في النار بخلاف الشرك الأكبر.
*أن الشرك الأصغر لا يخرج صاحبه من الإسلام بخلاف الشرك الأكبر.
*أن الشرك الأصغر لا ينقض التوحيد بالكلية بل ينافي كماله الواجب.
*أن الشرك الأصغر لا يحبط جميع العمل بل يحبط العمل المقارن له.

صورة :-
للشرك الأصغر صور كثيرة سنتطرق لأكثرها شيوعا بين الناس تحذيراً منها ومما يؤدي إليها ،فمن ذلك :-

يسير الـريـاء والسمعة.
الرياء مشتق من الرؤيا وهو أن يعبد الله عز وجل لأجل أن يراه الناس كأن يصلي أو يتصدق أو يدعو إلى الله كي يراه الناس.

والسمعة أو التسميع مشتق من السماع والإسماع وهو أن يعبد الله عز وجل لأجل أن يسمع به الناس كالرياء ،وكلا الأمرين الحامل لهما هو أن يحصل الحمد والثناء من الناس .
وكلا الأمرين محبط للعمل مع تفصيل لأهل العلم في ذلك.

قال النبي صلى الله عليه وسلم :( أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر -فسئل عنه- ، فقال: الرياء ،يقول الله عز وجل يوم القيامة للمرائين: اذهبوا إلى من كنتم تراءون في الدنيا فانظروا، هل تجدون عندهم من جزاء؟)
رواه الإمام أحمد وحسنه الألباني

وأما من كان الغالب على عمله هو الرياء والسمعة فهذا لا يكاد يصدر من قلب مؤمن بل هو حال أهل النفاق والعياذ بالله قال تعالى : (وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ ۗ وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا)
وقال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ)

العمل لأجل الدينا :-
وهو الذي يعمل العمل الصالح كالصلاة والزكاة والإحسان إلى الناس وترك الظلم لكنه لا يريد ثواب الآخرة ودخول الجنة والنجاة من النار بل يريد أن يجازيه الله بحفظ ماله وتنميته أو حفظ صحته وأهله وعياله أو إدامة النعم عليهم أو من يعمل ليأخذ على عمله أجراً عاجلاً في الدنيا أو ليصيب مناصب دنيوية أو امرأة يتزوجها أو يجاهد للمغنم أو يتعلم ويقرأ القرآن لأجل الرياسة والرفعة أو يواظب على الصلاة لأجل وظيفة المسجد كما هو واقعٌ كثيراً.
فكل هؤلاء قد عمل لأجل الدنيا واستعجل الأجر ولا هم لهم في الآخرة فلا يطلبون السلامة من النار ولا الفوز في الجنة نسألة الله السلامة والعافية.
انظر تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد ٥٣٦-٥٣٧ 

العُجب بالعمل الصالح :-
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
وكثيرا. ما يقرن الناس بين الرياء والعجب ،فالرياء من باب الإشراك بالخلق والعجب من باب الإشراك بالنفس وهذا حال المستكبر ،فالمرائي لا يحقق قوله ( إياك نعبد ) والمعجب لا يحقق قوله ( إياك نستعين) .
مجموع الفتاوى ١٠\٢٧٧

تعليق التمائم ولبس الخيط والحلقة من النحاس وغيرها:-

التمائم جمع تميمة وهو كل ما علق على الأولاد أو الدواب أو السيارات أو البيوت لأجل دفع العين من خرز أو صدف أو أشكال تصبغ باللون الأزرق على شكل عين أو من الأوتار وغير ذلك ،وسميت تميمة من باب التفائل أن يتم أمر صاحبها.

فهذا كله محرم وهو من الشرك الأصغر وقد يكون شركاً أكبر بحسب نية فاعله والعياذ بالله ،قال سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله : قد تكون شركاً أكبر إذا اعتقد معلق التميمة أنها تحفظه أوتكشف عنه المرض أو تدفع عنه الضرر دون الله ومشيئته.اهـ
مجموع الفتاوى ٢\٣٨٤

قال تعالى : (قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ ۚ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ ۖ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ)

قال النبي صلى الله عليه وسلم : من تعلق تميمة فقد أشرك.
رواه أحمد وصححه الألباني
وقال صلى الله عليه وسلم : إن الرقى والتمائم والتولة شرك.
رواه أبو داود وصححه الألباني
وقال صلى الله عليه وسلم : من تعلق شيئاً وكل إليه.
رواه الترمذي وحسنه الألباني
وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أنه رأى رجلاً في يده خيطٌ من الحمى،فقطعه وتلا قوله تعالى : (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ).
رواه ابن أبي حاتم

وأما التمائم إن كانت من القرآن فالصحيح أنها ممنوعة وهو قول كثير من الصحابة والتابعين ، قال ابراهيم النخعي : كانوا يكرهون التمائم كلها ،من القرآن وغير القرآن.
ويدخل في هذا أسورة الروماتيزم والتي يلبسها كثير من الناس في هذا الزمان مدعياً أنها تخفف آلام المفاصل والتي لم يثبت لا علميا ولا شرعيا وجود أي علاقة بينها وبين أمراض المفاصل ،وقد سئل عنها سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله فقال:
ومن هذه الأسورة: الحديد المعدنية التي يستعملها بعض الناس، فهي من جنس هذا، ويجب منعها، ويقول البعض: إنها تمنع من الروماتيزم، وهذا شيء لا وجه له فيجب منعها؛ كالحلقة التي علقها عمران.

وهكذا ما يعلق من عظام، أو من شعر الذئب، أو من ودع أو من طلاسم أو أشياء مجهولة، كل هذا يجب منعه، وكله داخلٌ في قوله صلى الله عليه وسلم: (من تعلق تميمة فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له)
فتاوى نور على الدرب

بعض شرك الألفاظ:-
قول ما شاء الله وشئت.
ولولا الله وفلان .
وتوكلت على الله ثم عليك.
وتوكلت على الله وعليك.
وأعوذ بالله وبك.
ما لي إلا الله وأنت وغير ذلك

قال ابن القيم رحمه الله: ومن ذلك قوله : "لا تقولوا : ما شاء الله وشاء فلان ،ولكن قولوا : ما شاء الله ثم ما شاء فلان."(١)
وقال له رجل : ما شاء الله وشئت ،فقال:" أجعلتني لله نداً؟
قل ما شاء الله وحده."(٢)
وفي معنى هذا الشرك المنهي عنه قول من لا يتوقى الشرك : أنا بالله وبك ،وأنا حسبِ الله وحسبك ،ومالي إلا الله وأنت ،وأنا متوكل على الله وعليك وهذا من الله ومنك والله لي في السماء وأنت لي في الأرض ،ووالله ،وحياتك ،وأمثال هذا من الألفاظ التي يجعل فيها قائلها المخلوق نداً للخالق وهي أشد منعاً وقبحاً من قوله من قوله :ما شاء الله وشئت.
فأما إذا قال أنا بالله ثم بك ،وماشاء الله ثم شئت فلا بأس بذلك ،كما في حديث الثلاثة "لا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك."( ٣)
وكما في الحديث المتقدم الإذن أن يقال : ما شاء الله ثم شاء فلان.اهـ
زاد المعاد ٢\٣٥٣-٣٥٤

كذلك قول :أنا متوكل على الله وعلى فلان فإنه لا يجوز ،قال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله:
فهو قول من لا يتوقى الشرك والله أعلم ،وفي فتاوى الشيخ محمد [بن ابراهيم ]رحمه الله أن هذا لا يجوز حتى لو أتى بلفظ "ثم" ؛لأن التوكل كله عبادة.
فلما سئل عن قول :متوكل على الله ثم عليك يا فلان ،قال:
شرك ،يقول موكلك ولا تقل موكل الله ثم موكلك على هذا الشيء ،هذا عامية وليست في محلها. اهـ
معجم المناهي اللفظية ١٥٣

الحلف بغير الله:-
الحلف هو اليمين
واليمين هي :توكيد حكم بذكر اسم الله تعالى أو صفته على وجه مخصوص.
والحلف بغير الله كقول الرجل : والنبي ،والحسين ،وأبي ،والكعبة ،وصلاة أبي ،وقبر أمي ،وذمتي ، ورقبتي ،وبشرفي ،وبصلاتي وغير ذلك فهذا كله محرم وهو من الشرك الأصغر وقد يكون شركاً أكبر بحسب نية الحالف.
قال النبي صلى الله عليه وسلم : (ألا إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم ،من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت.)
رواه البخاري
وجاء رجل إلى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ،فقال: أحلف بالكعبة؟.
فقال: احلف برب الكعبة ،فإن عمر كان يحلف بأبيه ،فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : (لا تحلف بأبيك فإنه من حلف بغير الله فقد أشرك)
رواه أبو داود وصححه الألباني
ومن ذلك أيضاً الحلف بالأمانة فإنه من الحلف بغير الله فيجب الحذر من ذلك ،قال صلى الله عليه وسلم : من حلف بالأمانة فليس منا)
رواه أبو داود وصححه الألباني

التطير وهو التشائم :-
قال العلامة عبد الرحمن بن قاسم : والتطير التشائم بالشيء بما يقع من المرئيات أو المسموعات في قلوب أهل الشرك والعقائد الضعيفة ،الذين لا يجعلون توكلهم على الله.
والتشائم لا تأثير له في حياة الإنسان لأن النفع والضر بيد الله عز وجل ومقادير الله جارية على العباد فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن فلا ينبغي للعبد أن يتعب قلبه ويوهن نفسه بالتشائم بسبب هذه المخلوقات التي هي تحت تدبير الله وملكه سبحانه وتعالى.
قال صلى الله عليه وسلم : من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك.
قالوا : وما كفارة ذلك يا رسول الله؟
قال: "أن يقول :اللهم لا خير إلا خيرك ولا طير إلا طيرك ولا إله غيرك."
رواه أحمد وصححه الألباني

وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : الطيرة شرك ،الطيرة شرك ،الطيرة شرك ،وما منا إلا ،ولكن الله يذهبه بالتوكل. رواه أبو داود وصححه الألباني

قوله (ما منا إلا ) أي ما منا إلا ويقع في قلبه شيء من الطيرة والتشائم لكن الله يدفعه بالتوكل عليه سبحانه وتعالى.

قال ابن قاسم رحمه الله : وهذا لفظ صريح في تحريم الطيرة ،وأنها من الشرك ،لما فيها من تعلق القلب على غير الله ولو لم يكن فيها إلا سوء الظن بالله لكفى بها قبحاً. اهـ
حاشية كتاب التوحيد ٢١٩
ومن صور التشائم: التشائم بالبومة والغراب والقطط السوداء وشهر صفر وبالأبرص والأحول وغير ذلك.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا عدوى ولاطيرة ولا هامة ولا صفر. متفق عليه

ويروى أن رجلا سمع غراباً ينعق عند ابن عمر وابن عباس فقال الرجل : خير خير.
فقال ابن عباس : لا خير ولا شر.

وسمع رجل عند طاووس بن كيسان  غراباً ينعق  فقال: خير.
فقال طاووس: وأي خير عند هذا؟ لا تصحبني.!!

وفقنا الله وجميع المسلمين للعلم النافع والعمل الصالح
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم.
والحمد لله رب العالمين

كتبه بندر بن محمد الميموني

(١) رواه أبو داوود وصححه الألباني
(٢)رواه أحمد وصححه الألباني
(٣)متفق عليه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق