الجمعة، 20 سبتمبر 2013

هل تعرف نسب وصفة نبيك ؟!


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
وبعد،،،
هذه كلمات يسيرات نذكر فيها شيئا من التعريف بنسب نبينا صلى الله عليه وسلم الشريف وشيئا من صفته الخَلْقية ليتسنى للمسلم الوقوف عليها والاستفادة منها بأيسر عبارة وأوضح بيان ،والله وحده هو الهادي والموفق للصواب.

نسبه:
هو نبي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين والمرسلين فلا نبي ولا رسول بعده، وهو  أعظم الناس منزلةً وأشرفهم نسباً وأعلاهم قدراً وأكملهم صفةً أحسنهم هدياً ،قال أبو سفيان رضي الله عنه لهرقل عند محاورته له والقصة في صحيح البخاري : هو فينا ذو نسب.
وعن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله اصطفى كنانة من ولد اسماعيل واصطفى قريش من كنانة واصطفى هاشماً من قريش واصطفاني من بني هاشم . رواه مسلم 
والاصطفاء بمعنى الاختيار ،فالله عز وجل قد اختاره من بين الخلائق ليكون " سيد ولد آدم ولا فخر". رواه مسلم
اسمه: محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان من ولد اسماعيل بن ابراهيم عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام.

قال ابن القيم " إلى ها هنا معلوم الصحة متفق عليه بين النسابين ولا خلاف فيه البتة وما فوق "عدنان" مختلف فيه ،ولا خلاف بينهم أن"عدنان " من ولد إسماعيل عليه السلام " الهدي ١/٧١
قال ابن هشام: النضر هو قريش فمن كان من ولده فهو قرشي. واختار هذا القول ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية.
وقريش اسم مشتق من التجميع وقيل من التفتيش عن حاجة الناس وسد خلاتهم.
وأمه صلى الله عليه وسلم هي آمنة بنت وهب بن مناف بن زهرة بن كلاب وتلتقي مع زوجها عبدالله في كلاب بن مرة.
فبنوا زهرة هم أخواله ،وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وهو من بني زهرة " هذا خالي ،فليريني امرؤٌ خاله " رواه الترمذي وصححه الألباني .
وبهذا قد جمع الله عز وجل له صفاء النسب وشرفه من جهة الأب ومن جهة الأم ثم إن لنبينا صلى الله عليه وسلم أسماء متعددة وذلك لعلو منزلته وشرف مكانته عند الله عز وجل وعند خلقه فمن ذلك ما جاء عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أنا محمد وأنا أحمد وأنا الماحي الذي يُمحى بيَ الكفر وأنا الحاشر الذي يُحشر الناس على عقبي وأنا العاقب.
وسئل الإمام الزهري -راوي الحديث- عن العاقب؟، فقال: الذي ليس بعده نبي.
متفق عليه
وجاء عند مسلم وأحمد من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال :كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمي لنا نفسه أسماء فقال : أنا محمد وأحمد والمقفِّي والحاشر ونبي التوبة ونبي الرحمة.
قال النووي: وأما المقفي فقال شمر هو بمعنى العاقب ،وقال ابن الأعرابي :هو المتبع للأنبياء يقال قفوته أقفوه وقفيته أقفيه إذا اتبعه ،وقافية كل شيء آخره.اهـ
وقد جاء ذكر اسمين من أسماءه في كتاب الله وهما محمد وأحمد فقد أخبرنا الله عز وجل ما بشر به عيسى عليه السلام قومه برسالة نبينا صلى الله عليه وسلم  ( ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد )

صفته:
نذكر لك أيه القاري الكريم بعضا من الأحاديث التي جاءت في وصف نبينا صلى الله عليه وسلم حتى يكون المسلم على دراية بها وعلم ،فكلما ازداد المسلم علماً ومعرفةً بنبيه ازداد محبةً له وتوقيراً وتعظيماً :
- عن أنس بن مالك رضي الله عنه  يصف النبي صلى الله عليه وسلم قال : كَانَ رَبْعَةً مِنْ الْقَوْمِ لَيْسَ بِالطَّوِيلِ وَلَا بِالْقَصِيرِ أَزْهَرَ اللَّوْنِ لَيْسَ بِأَبْيَضَ أَمْهَقَ وَلَا آدَمَ لَيْسَ بِجَعْدٍ قَطَطٍ وَلَا سَبْطٍ رَجِلٍ أُنْزِلَ عَلَيْهِ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ فَلَبِثَ بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ يُنْزَلُ عَلَيْهِ وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ وَقُبِضَ وَلَيْسَ فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ عِشْرُونَ شَعَرَةً بَيْضَاءَ.
 قَالَ رَبِيعَةُ : فَرَأَيْتُ شَعَرًا مِنْ شَعَرِهِ فَإِذَا هُوَ أَحْمَرُ فَسَأَلْتُ فَقِيلَ احْمَرَّ مِنْ الطِّيبِ ). رواه البخاري

[ربعة من القوم ] : أي معتدل الطول والقامة وقد فسر في الحديث " ليس بالطويل ولا بالقصير".

[ أزهر اللون ]  أي أبيض اللون مشرب بحمره وفسره بقوله [ وليس بأبيض أمهق] وهو الأبيض شديدالبياض.
[ ولا آدم ] يعني السمرة الشديدة
[ ليس بجعد ] أي الشعر الذي لا يتكسر ولا يسترسل و ضده الشعر [ السبط]
[ القطط ]  هو الشعر الجعد شديد الجعودة.
[ الرجِل] هو الشعر الذي يسهل امتشاطه.

- عن  البراء رضي الله عنه قال :( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْسَنَ النَّاسِ وَجْهًا وَأَحْسَنَهُ خَلْقًا لَيْسَ بِالطَّوِيلِ الْبَائِنِ وَلَا بِالْقَصِيرِ) . رواه البخاري

- وعنه : ( كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرْبُوعًا بَعِيدَ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ لَهُ شَعَرٌ يَبْلُغُ شَحْمَةَ أُذُنِهِ) رواه البخاري

[ المربوع ] هو الربعة من الرجال كما جاء تفسيره في الحديث السابق.
[المنكبين ] مثنى منكب وهو ما بين الكتف والعنق.

- وعنه وقد سئل رضي الله عنه :( أَكَانَ وَجْهُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ السَّيْفِ ؟ ،قَالَ : لَا ،بَلْ مِثْلَ الْقَمَرِ ).  رواه البخاري

- عن كعب بن مالك رضي الله عنه وهو ( يُحَدِّثُ حِينَ تَخَلَّفَ عَنْ تَبُوكَ قَالَ: فَلَمَّا سَلَّمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَبْرُقُ وَجْهُهُ مِنْ السُّرُورِ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سُرَّ اسْتَنَارَ وَجْهُهُ حَتَّى كَأَنَّهُ قِطْعَةُ قَمَرٍ وَكُنَّا نَعْرِفُ ذَلِكَ مِنْهُ ) رواه البخاري

- عن أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : ( مَا مَسِسْتُ حَرِيرًا وَلَا دِيبَاجًا أَلْيَنَ مِنْ كَفِّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا شَمِمْتُ رِيحًا قَطُّ أَوْ عَرْفًا قَطُّ أَطْيَبَ مِنْ رِيحِ أَوْ عَرْفِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ). رواه البخاري ،[ العرف ] الريح

-عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: ( لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالطَّوِيلِ وَلَا بِالْقَصِيرِ شَثْنَ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ ضَخْمَ الرَّأْسِ ضَخْمَ الْكَرَادِيسِ طَوِيلَ الْمَسْرُبَةِ إِذَا مَشَى تَكَفَّأَ تَكَفُّؤًا كَأَنَّمَا انْحَطَّ مِنْ صَبَبٍ لَمْ أَرَ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ مِثْلَهُ ) رواه الترمذي وصححه الألباني

[ شَثْنَ الكفين والقدمين ] قال ابن الأثير: أي أنهما يميلان للغلظ والقصر ،وقيل هو الذي في أنامله غلظٌ بلا قصر ويحمد ذلك في الرجال لأنه أشد لقبضهم ويذم في النساء.

قال المباركفوري عند شرح هذا الحديث: فإن قلت هذا يخالف ما رواه البخاري عن أنس قال : ما مسست حريراً ولا ديباجاً ألين من كف النبي صلى الله عليه وسلم ،قلت: اللين في الجلد والغلظ في العظام فيجتمع له نعومة البدن مع القوة.اهـ

[ ضخم الكراديس] الكراديس جمع كردوس وهي رؤوس العظام ،وقيل هي ملتقى كل عظمتين ضخمتين كالركبتين والمرفقين والمنكبين.
[ طويل المسربة ] المسربة هو الشعر الدقيق النازل من الصدر إلى السرة ،[ إذا مشا تكفأ تكفؤاً ] قال ابن الأثير: أي تمايل إلى قُدام،[ كأنما ينحط من صبب] أي كأنما يسقط من منحدر في الأرض.

- عن عبد الله بن بسر رضي الله قَالَ :( أَرَأَيْتَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ شَيْخًا ؟
،قَالَ : كَانَ فِي عَنْفَقَتِهِ شَعَرَاتٌ بِيضٌ ). رواه البخاري
[ العنفقة ] هو الشعر المجتمع تحت الشفة السفلى ، قال ابن الأثير : أصل العنفقة : خفة الشيء وقلته.

- عن جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ قال: ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ شَمِطَ مُقَدَّمُ رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ وَكَانَ إِذَا ادَّهَنَ لَمْ يَتَبَيَّنْ وَإِذَا شَعِثَ رَأْسُهُ تَبَيَّنَ وَكَانَ كَثِيرَ شَعْرِ اللِّحْيَةِ فَقَالَ رَجُلٌ وَجْهُهُ مِثْلُ السَّيْفِ قَالَ لَا بَلْ كَانَ مِثْلَ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ وَكَانَ مُسْتَدِيراً ) .رواه مسلم
[ الشمط ]  هو الشيب.
[ شعِث ] أي تفرق شعر رأسه.

- عن جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ رضي الله عنه قَالَ :  
( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَلِيعَ الْفَمِ أَشْكَلَ الْعَيْنِ مَنْهُوسَ الْعَقِبَيْنِ ). قَالَ[شعبة]: قُلْتُ لِسِمَاكٍ : مَا ضَلِيعُ الْفَمِ ؟ قَالَ : عَظِيمُ الْفَمِ ،قَالَ : قُلْتُ مَا أَشْكَلُ الْعَيْنِ؟ قَالَ: طَوِيلُ شَقِّ الْعَيْنِ ،
 قَالَ: قُلْتُ مَا مَنْهُوسُ الْعَقِبِ ؟ قَالَ قَلِيلُ لَحْمِ الْعَقِبِ . رواه مسلم
[ العقب ] عظم مؤخر القدم.

- عن أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ :(رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ رَجُلٌ رَآهُ غَيْرِي قَالَ فَقُلْتُ لَهُ فَكَيْفَ رَأَيْتَهُ قَالَ كَانَ أَبْيَضَ مَلِيحًا مُقَصَّدًا) .رواه مسلم
[ مليحاً ] أي جميل الوجه.
[ مُقَصَّداً ] أي معتدلا ليس بنحيف ولا جسيم ولا طويل ولا قصير.

وكان يحمل على ظهره الشريف صلى الله عليه وسلم خاتم النبوة وصفته :
- عن عبد الله بْنِ سرجس رضي الله عنه قال : (ثُمَّ دُرْتُ خَلْفَهُ فَنَظَرْتُ إِلَى خَاتَمِ النُّبُوَّةِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ عِنْدَ نَاغِضِ كَتِفِهِ الْيُسْرَى جُمْعًا عَلَيْهِ خِيلَانٌ كَأَمْثَالِ الثَّآلِيلِ ). رواه مسلم
[ الناغض  ] هو العظم الرقيق في طرف الكتف.
[ جُمْعَاً ] قال ابن الأثير : يريد مثل جُمْعِ الكف ،وهو أن يجمع الأصابع ويضمها. يقال ضربه بجمع كفه -بضم الجيم-.اهـ
[ خيلان ] جمع خال وهي الشامة.
[ الثآليل ] جمع ثؤلول، وهي حبيبات تعلو الجسد.

- عن السائب بن يزيد رضي الله قال : ( ثُمَّ قُمْتُ خَلْفَ ظَهْرِهِ فَنَظَرْتُ إِلَى خَاتَمِ النُّبُوَّةِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ مِثْلَ زِرِّ الْحَجَلَةِ ). متفق عليه
[ زر الحجلة ] مفرد وجمعه أزرار وهي التي تكون في الحجلة، قال النووي  وهي بيت كالقبة لها أزرار كبار وعرى
.
- عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: (رَأَيْتُ خَاتَمًا فِي ظَهْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَأَنَّهُ بَيْضَةُ حَمَامٍ ). رواه مسلم

  عن أبي زيد عمرو بن أخطب الأنصاري رضي الله عنه قال: ( قال لي رسول الله : يا أبا زيد ، ادن مني فامسح ظهري ، فمسحت ظهره فوقعت أصابعي على الخاتم ، قيل وما الخاتم ؟ قال: شعرات مجتمعات .) رواه أحمد والترمذي في الشمائل وصححه الألباني. 

قال المباركفوري رحمه الله توضيحاً لاختلاف الروايات في صفة خاتمه : فقد قال القرطبي : إنه كان يكبر ويصغر وكلٌ شبَّه بما سنح له ،ومن قال شعرٌ فلأن الشَّعر حوله ، وبالجملة فالأحاديث الثابتة تدل على أن الخاتم كان شيئاً بارزاً .اهـ

والحمد لله رب العالمين

كتبه / بندر بن محمد الميموني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق