الأحد، 29 سبتمبر 2013

التوحيد :أهم ما في حياتك فتعلمه وعلمه أهلك

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ،الرحمن الرحيم ،مالك يوم الدين ،والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد،،،

اعلم رحمني الله وإياك
أن التوحيد :هو إفراد الله عز وجل وحده لا شريك له بالربوبية والألوهية والأسماء والصفات.
والتوحيد هو  أعظم مطلوب وأشرف مقصود ﻷنه يتعلق بذات الرب المعبود  سبحانه وتعالى عن الشريك والند والوالد والمولود " قل هو الله أحد ،الله الصمد ، لم يلد ولم يولد ،ولم يكن له كفوا أحد"
والعلم به أسمى العلوم وأعلاها ،وأجل الغايات وأولاها ، فشرف العلم من شرف المعلوم ،وهو حق الله على العبيد ،وهو أول واجب على المكلفين ،
قال النبي صلى الله وسلم لمعاذ لما بعثه إلى اليمن : فليكن أول ما تدعهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله . متفق عليه وفي رواية " إلى أن يوحدوا الله".
قال الإمام سليمان بن عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب: وهذا التوحيد هو أول الدين وآخره وباطنه وظاهره وهو أول دعوة الرسل وآخرها وهو معنى
 "لا إله إلا الله " فإن الإله هو المألوه المعبود بالمحبة والخشية والإجلال والتعظيم .انتهى

والتوحيد هو الذي ﻷجله خلق الله الخلق وأرسل الرسل وأنزل الكتب وافترق الناس لأجله إلى فسطاطين فسطاط أهل إيمان سعداء وفسطاط أهل كفر أشقياء.
قال تعالى " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون "
قال تعالى " ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت"

والتوحيد هو أول مأمور به في القرآن العظيم قال تعالى " يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون" 
والتوحيد هو الأصل في البشرية فطرة وتاريخا ،والشرك طارئ عليها 
أما فطرة فقال تعالى "وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى" قال ابن كثير : يخبر تعالى أنه استخرج ذرية بني آدم من أصلابهم ،شاهدين على أنفسهم أن الله ربهم ومليكهم وأنه لا إله إلا هو كما أنه تعالى فطرهم على ذلك وجبلهم. انتهى
وأما تاريخا فقد جاء عن ابن عباس رضي الله عنه أن ما بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على التوحيد.

والتوحيد ثلاثة أقسام:
الأول: توحيد الربوبية وهو الإيمان بأن الله عز وجل متفرد بأفعاله كالخلق والملك والتدبير والإحياء والإماته والرزق وغير ذلك من أفعال الله عز وجل 
كما قال تعالى " ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين" 
وهذا التوحيد لم ينكره إلا الدهرية والملاحدة فكفار قريش كانوا مقرين بهذا النوع من التوحيد ولم يدخلهم هذا الاقرار في الإسلام، قال تعالى " وﻹن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله "

الثاني:توحيد الأسماء والصفات
وهو اعتقاد أن لله أسماء حسنى وصفات عُلى تليق بجلاله من غير تمثيل ولا تكييف ومن غير تعطيل وتحريف
كما قال تعالى " ليس كمثله شيء وهو السميع البصير"

"ليس كمثله شيء" يعني من غير تمثيل ولا تكييف
"وهو السميع البصير" من غير تعطيل و لا تحريف

الثالث:توحيد الألهية وهو توحيد العبادة ومعناه ألا يعبد إلا الله وحده لا شريك له وهو معنى لا إله إلا الله: أي لا معبود بحق إلا الله
فالذي يستحق العبادة وحده هو الله عز وجل 
قال شيخ الإسلام : والعبادة هى اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة.انتهى
وهذا كالصلاة والزكاة والصيام والحج وبر الوالدين والجهاد في سبيل الله وغير ذلك من الأعمال الظاهرة وكذا الخوف والرجاء والرهبة والرغبة والاستعانة والاستعاذة والإستغاثة والتوكل فهي من الأعمال الباطنة التي لا تكون إلا لله وحده لا شريك له، قال تعالى " وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه " وقال تعالى " واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا "
ومن صرف شيئا من هذه العبادات أو غيرها لأحد كائنا من كان   ولو كان ملك مقرب أو نبي مرسل فقد أشرك به مع الله عز وجل في خصائصه وحقوقه وألوهيته واتخذه ندا لله عز وجل وهذا هو الشرك الذي لا يغفره الله عز وجل ،قال تعالى " إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء " ،وقال تعالى " ﻹن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين "، وقال تعالى " وجعلوا لله أندادا ليضلوا عن سبيله قل تمتعوا فإن مصيركم إلى النار ".

واعلم رحمني الله وإياك أن التوحيد له فضائل وثمرات كثيرة فإليك بعضا منها:
أنه يمنع من الخلود في النار وقد يكون سببا لعدم الدخول في النار بالكلية وذلك بحسب كماله في قلب العبد.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله " متفق عليه

ومن فضائله:
أنه أعظم أسباب رضى الله عز وجل وحصول ثوابه
وصاحبه أسعد الناس بشفاعة نبينا صلي الله عليه وسلم .
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة ؟،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك لما رأيت من حرصك على الحديث ،أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه أو نفسه. رواه البخاري

من فضائله:
  حصول الأمن التام والهداية التامة لصاحبه في الدنيا و الآخرة.
 قال تعالى " الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون "

ومن فضائله:
 أن قبول جميع الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة متوقف على صحة التوحيد.
قال تعالى " وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا "
وقال تعالى " ﻹن أشركت ليحبطن عملك "

ومن فضائله
أنه من أعظم أسباب تفريج الكرب ودفع البلاء ،قال تعالى عن دعوة ذي النون " إلا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين "
 قال ابن القيم  رحمه الله : فما دفعت شدائد الدنيا بمثل التوحيد ولذلك كان دعاء الكرب بالتوحيد ودعوة ذي النون التي ما دعا بها مكروب إلا فرج الله كربه بالتوحيد فلا يلقى في الكرب العظام إلا الشرك ولا ينجي منها إلا التوحيد فهو مفزع الخليقة وملجؤها وحصنها وغياثها. انتهى 

ومن فضائله
وأنه سبب لتخفيف المكاره والمصائب التي تقع على العبد بتسليمه بأقدار الله والرضى بها.

ومن فضائله:
أنه أعظم أسباب تكفير الذنوب وحط الخطايا ودخول الجنة ،قال النبي : من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبدالله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه والجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل. متفق عليه

ومن فضائله
 أنه سبب للحياة الطيبة
 وإنشراح الصدور 
والطمأنينة.
قال تعالى :
من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينهم حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون"
قال ابن القيم رحمه الله: 
فأعظم أسباب شرح الصدر التوحيد وعلى حسب كماله وقوته وزيادته يكون انشراح صدر صاحبه. انتهى

ومن فضائله:
أن أهله هم أهل الفلاح والفوز في الدنيا والآخرة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: قولوا لا إله إلا الله تفلحوا" رواه أحمد 

ومن فضائله:
أن أهل التوحيد هم حزب الله وأولياءه وهم الذين تكفل الله لهم بالنصر والتمكين في الدنيا ،والنجاة في الآخرة، قال تعالى :" إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد"

نسأل الله بأسماءه الحسنى وصفاته العلى أن يغفر لنا ويرحمنا إن يحينا ويميتنا على التوحيد والسنة إنه سميع مجيب.

والحمد لله رب العالمين

كتبه بندر بن محمد الميموني

هناك 3 تعليقات:

  1. جزاك الله خير اخي بندر
    استفد من مقالك وقمت بارساله في مجموعات الوتساب ليستفيد منه الاخرين
    كتب الله لك الاجر وجعله في ميزان حسناتك

    فليس هناك شي اعظم من التوحيد
    ورحم الله الشيخ الالباني عندما قال ( التوحيد اولاً يادعاة الاسلام)

    ردحذف